لبّت الأسرة الأكاديميّة والإداريّة لجامعة الحكمة ومجلس الأمناء فيها ومجلسها الإستراتيجي وهيئات القدامى والطلاب، دعوة رئيس الجامعة المونسنيور كميل مبارك للمشاركة في قدّاس افتتاح السنة الجامعيّة الذي حمل شعار "سنة المكرّسين" ورُفعت فيه صور للبابا فرنسيس وللحبيس يوحنّا خوند وللخوري داوود كوكباني وللراهبة، واحتفل به وليّ الحكمة المطران بولس مطر.

وبعد الإنجيل، ألقى المطران مطر عظة، تحدّث فيها عن المطران المؤسّس يوسف الدبس الذي كان مدركاً في قرارة نفسه أنّ لبنان لن يقوم إلاّ بعودة كلّ أرضه إليه وبوحدة شعبه وبنيه حول مشروع واحد يقومون به معاً. كان همّه مستقبل لبنان، والمؤرخون يقولون، أنه أول شخصيّة تاريخيّة صوّرت فكرة الميثاق الوطني والعيش المشترك في لبنان على أساس واقع دستوري وسياسي واحد، مشيراً إلى أنّ مدرسته كانت مدرسة مارونيّة المنشأ، لكنّها لم تكن مارونيّة القصد بل كانت مارونيّة لبنانيّة، لا بل لما هو أبعد من لبنان.

ولفت إلى أنّ "أول جامعة ومدرسة مارونيّة في تاريخ الكنيسة ولبنان كانت الحكمة، بفضل المطران الدبس الرؤيويّ الكبير الذي في مدرسته، التقى اللبنانيون من كلّ الطوائف وتحابوا وتعاونوا على كسب العلم وعلى كسب الصداقات والمودّة، فأدركوا أنّ لبنان المستقبل لن يُبنى على المواثيق والعهود ولا على التوازنات، مع ما لها من ضرورة وقيمة، لكنّ لبنان يُبنى على محبة اللبنانيين بعضهم لبعض وعلى وحدتهم ليكونوا شعباً واحداً ولو متنوّع الثقافات والإنتماءات".

وشدّد على أنه "لا يمكن لوطن أن يكون وطناً واحداً، دون أن يكون في شعبه وحدة وتلاحم مصيري".