About Uls

الوزير الياس بو صعب ضيف احتفال جامعة الحكمة لتخريج طلاّب دورة 140 سنة نوعيّة وتميّز

Friday 24 Jul 2015
الوزير الياس بو صعب ضيف احتفال جامعة الحكمة لتخريج طلاّب دورة 140 سنة نوعيّة وتميّز
الوزير الياس بو صعب ضيف احتفال جامعة الحكمة لتخريج طلاّب دورة 140 سنة نوعيّة وتميّز
الوزير الياس بو صعب ضيف احتفال جامعة الحكمة لتخريج طلاّب دورة 140 سنة نوعيّة وتميّز
الوزير الياس بو صعب ضيف احتفال جامعة الحكمة لتخريج طلاّب دورة 140 سنة نوعيّة وتميّز
الوزير الياس بو صعب ضيف احتفال جامعة الحكمة لتخريج طلاّب دورة 140 سنة نوعيّة وتميّز
الوزير الياس بو صعب ضيف احتفال جامعة الحكمة لتخريج طلاّب دورة 140 سنة نوعيّة وتميّز
الوزير الياس بو صعب ضيف احتفال جامعة الحكمة لتخريج طلاّب دورة 140 سنة نوعيّة وتميّز
الوزير الياس بو صعب ضيف احتفال جامعة الحكمة لتخريج طلاّب دورة 140 سنة نوعيّة وتميّز
الوزير الياس بو صعب ضيف احتفال جامعة الحكمة لتخريج طلاّب دورة 140 سنة نوعيّة وتميّز
الوزير الياس بو صعب ضيف احتفال جامعة الحكمة لتخريج طلاّب دورة 140 سنة نوعيّة وتميّز
الوزير الياس بو صعب ضيف احتفال جامعة الحكمة لتخريج طلاّب دورة 140 سنة نوعيّة وتميّز
الوزير الياس بو صعب ضيف احتفال جامعة الحكمة لتخريج طلاّب دورة 140 سنة نوعيّة وتميّز
Share

حلّ الأستاذ الياس بو صعب وزير التربيّة والتعليم العالي ضيف شرف، على إحتفال جامعة الحكمة، الذي دعا إليه المونسنيور كميل مبارك رئيس الجامعة ورعاه المطران بولس مطر رئيس أساقفة بيروت وليّ الحكمة لتخريج طالبات وطلاب كليات الجامعة كافة والذين حملوا شعار"جامعة الحكمة.. 140 سنة نوعيّة وتميّز" اسمًا لدورتهم لمناسبة ذكرى 140 سنة على تأسيس جامعة الحكمة (معهد الحكمة العالي لتدريس الحقوق) وذلك في حرم الجامعة في الأشرفيّة - كليّة العلوم الفندقيّة، بحضور لفيف من المطارنة وشخصيات سياسيّة ونقابية وقضائية واجتماعيّة ورؤساء مدارس الحكمة وعمداء كليات الجامعة وأهالي المتخرجين وآساتذتهم .

 

بدأ الإحتفال بدخول موكب التخرج تقدّمه راعيه المطران مطر والداعي إليه المونسنيور مبارك وعمداء الكليات والآساتذة والمتخرجين ال400.

 

بعد النشيد الوطني وكلمة تعريف للأستاذة في كليّة العلوم الفندقيّة السيدة نادين ضاهر، وكلمتين لرودريغ معوض وراشيل مفرّج باسم المتخرجين، ألقى أمين عام الجامعة الدكتور أنطوان سعد كلمة ترحيب جاء فيها: كلما ودّعت الجامعة جيلاً من الخرّيجين، كلما شعرت بعبء مسؤوليتها تجاه التاريخ، بماضيه وبالآتي من سنيه، وهي تمدّه، عاماً بعد عام، بدفعة جديدة بل باندفاع شبابي، ضروري لمسيرته ولتجديد وجه الأرض.

 

والمسؤولية هذه حملتها الحكمة منذ كانت، لمئة واربعين خلت، وتوزعتها وطنية وحقوقية وثقافية وتربوية، فتماهت مع الوطن الرسالة رسالتها، تضيئ أرجاءه وبعض جواره، وتواكبه من بيروت الولاية، وطناً ينهد الى كيان حرّ، ثم تكبر بلبنان الكبير ومعه، قبل أن تسهم في صنع استقلاله، فتعيش نموه وصعوده كما صموده والمعاناة، وتتحسّس في قلبها نبض أجياله وتوقهم المستمر الى غد أفضل وأمثل.

 

هذه الأجيال يمثّلها اليوم خرّيجونا الحاضرون أمامنا، وهم يمثلون الحين أمام ذواتهم وأمام ذويهم ومجتمعهم، الأهلي والمهني، في لحظة تأهّب يعبرون منها نحو ساحات ومساحات جديدة.

 

فما أعذبها ساعة وما أصعبها، يتقاطع فيها فرح الحصاد وقلق الإكتشاف... انها ساعة الإنتظار الجديد والإقلاع الأكيد نحو الفضاء الأرحب والآفاق البعيدة.

 

ثمّ ألقى المونسنيور مبارك كلمة جاء فيها:

 

تحملون على كواهلكم مسؤولية خطيرة ومباركة ليس لأنكم تخرّجتم من الحكمة بشهادات مُزيّنة بأسمائكم وبتواقيع المسؤولين عنكم الذين أحبّوكم ورعوكم وسهروا على الّا تكونوا إلّا كما يحلم بكم ذووكم ونحلم.

تحملون مسؤوليات جسام لأنّكم أعطيتم وطنًا لم يحظَ بمثلهِ كثير من شعوب الارض.

 

• هذا الوطن ليس جبالًا ووهادًا ولا أنهارًا وبحارًا ولا سهولًا وهضابًا، إنّما هو وطن الحرّيّة.

وما إن رآه البطريرك يوحنا مارون مؤسس الكنيسة المارونية حتى قال: "هذا الجبل مساحة حريّة" ومسؤوليتكم التشبث بهذه الحرّيّة وتعليمها وعيشها وزرعها، ليس فقط في قلوب ابنائكم بل في أرجاء هذا الشرق كله، الذي لم يفهم بعد معنى الحرّية لا كلامًا ولا عيْشًا، وفي بقاع الغرب الذي جعل الحرّيّة تحرّرًا من كل القيم والفضائل وانفلاتًا أخلاقيًّا وصل الى تشريع الخطأ والخطيئة وكل ما يُخالف الطبيعة.

 

• إنّه وطن الديمقراطيّة منذ آلاف السنين، وقد مررنا بسنين من الظلم والقساوة والقهر، والهدف محوَ هذه الديمقراطية، غير أننا حافظنا على روحها، واليوم انتم في زمنٍ تهدِّد فيه أحداث العالم هذه الديمقراطية، ومسؤوليتكم ان تحملوها في قلوبكم لكم وللعالم.

 

• إنّه وطن التلاقي بين الثقافات والحوار الفكري المسؤول. لقد أعطانا الله العقل واللسان لنتفاهم بالكلام والمنطق، ومسؤوليتكم الا تتخلّوا عن هذه الهبة الإلهية التي تميّز الناس عن سائر المخلوقات، إذ في التخلّي عنها تخلٍ عن شرف الانسانية وسقوط الى دركات الجهل والجهالة.

 

• إنّه وطن الايمان بعيدًا عن التديُّن المزيَّف والمزيِّف، وطن القداسة وهي أجمل هدايا الارض الى السماء. ومسؤوليتكم ان تعطوا للعالم كلّه هذه الصورة عن وطنكم لتمحوا بها صور التخلّف والعنف والانحراف الخلقي والرعب الارهابي.

 

ايّها الشباب،

 

تعتّقوا في خوابي الخير فكرًا وعطاءً ولا تنسوا أنّكم من وطن أوّل مَن فكّر للانسانية كلّها بالحرف والابجدية وبنى امبراطورية بالسلام واللقاء.

 

ثمّ ألقى المطران مطر كلمة جاء فيها:

 

الحدثُ الأكبرُ في الحكمة لِهذا العامِ، كان مع اليُوبِيلِ الأربعين بعدَ المئةِ لِتَأسيسِها، في أَواسطِ القسمِ الثَّاني من القرنِ التَّاسعِ عشر. في هذه الغضُونِ، مرَّت حقبةٌ هامَّةٌ من التَّاريخِ على بلدانِ الشَّرقِ، حيثُ كانت المَواعيدُ تُسابِقُ المَواعيدَ. ولعلَّ ما وَصلنا إليه في الزَّمنِ الرَّاهنِ يُمكنُهُ أن يُلقِيَ الضَّوءَ على ما تَحقَّقَ منها خلالَ قرنٍ ونصفٍ من الزَّمنِ، وعلى ما كان الفشلُ فيه مُذهلاً وذَريعًا.

 

غيرَ أنَّنا نَبقَى على الدَّوامِ أهلَ رجاءٍ، مَشدُوِدينَ إلى اكتمالِ صُورةِ هذا العالَمِ الَّتي يُريدُها اللهُ أن تَتكوَّنَ، ونتعاهدُ على أن نَبقَى في سبيلِ بَلورتِها واكتمالِها عُمَّالاً مُثابِرين.

 

ونحنُ إنْ أَقَمنَا في هذا العامِ يُوبيلَ الأربعين بعدَ المئةِ لتَأسيسِ هذه الجامعةِ الرِّسالةِ، فإنَّنا لم نكُن قاصِدِينَ من خلالِ هذا الاحتفالِ لا التَّبجُّحَ بأنَّها كانت أوَّلَ كلِّيَّةٍ للحقوق في لبنانَ بعدَ المدرسةِ الرُّومانيَّةِ الَّتي سبقَتها بألفَي سنة، ولا بأنَّها أوَّلُ جامعةٍ مارونيَّةٍ قدَّمَت العِلمَ لِطَالبِيهِ من كلِّ طائفةٍ ودينٍ، بلْ لِنُجدِّدَ الالتزامَ بِمُوَاكبتِها لبنانَ والشَّرقَ في مسيرتِهِما نحوَ استكمالِ بناءِ دُوَلِ الحقِّ والعدلِ والكرامةِ وحقوقِ الإنسانِ، وَالنَّجاحِ في وَضعِ مجتمعاتِنا كلِّها على طريقِ التَّقدُّمِ والنُّموِّ على غيرِ صعيدٍ.

 

وكَمْ يَطِيبُ لنا في المناسبةِ أن نشكرَكُم يا صاحبَ المَعالِي لتفضُّلِكُم بإعطاءِ خرِّيجينا الأعزَّاءَ لهذا العامِ ما يَزخَرُ به شخصُكُم الكريمُ من حكمةٍ ومن تطلُّعٍ نحوَ أفضلِ المستقبلاتِ على صعيدِ الشَّرقِ برمَّتِهِ، وإنَّنا نشكرُكُم بخاصَّةٍ لأنَّكم وَاكَبتُم يُوبيلَنا منذُ افتتاحِ نشاطاتِهِ في دارِ المطرانيَّةِ، إلى الاحتفالاتِ الَّتي رَعَاهَا صاحبُ الغبطةِ والنِّيافةِ الكاردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي الكلِّيُّ الطُّوبَى، محبَّةً بالجامعةِ وأهلِها. وها أنتم اليومَ تُزيِّنونَ، كضيفِ شرفٍ، حفلَ التَّخرُّجِ هذا الَّذي سيُطبَعُ أيضًا بروحِكُم العاليةِ وبمحبَّتِكُم للأجيالِ الَّتي تُساهِمُون شخصيًّا في تخريجِها عبرَ جامعتِكُم الزَّاهرةِ ورسالتِكُم الثَّقافيَّةِ النَّبيلةِ.

 

كما يَطِيبُ لنا أيضًا أن نُنَوِّهَ بالأداءِ المميَّزِ الَّذي يؤمِّنُهُ رئيسُ جامعتِنا العزيزُ المونسنيور كميل مبارك، سواءً في التَّعليمِ فيها أمْ في رئاستِهِ لها منذُ أربعِ سنواتٍ. إنَّه رجلُ محبَّةِ الحقيقةِ والجرأةِ في إعلاءِ الصَّوتِ من أجلِها، كما هو رجلُ المَوَدَّةِ والتَّجرُّدِ والوفاءِ. فله منَّا جميعًا كلُّ الشُّكرِ والعُرفانِ وإنَّنا لَننتظرُ غِلالَ بَيَادِرِه الآتيةَ كما انتظرنا مثيلاتِها في الأمسِ، ليكونَ فيها قُوتٌ للجائِعِينَ إلى المعرفةِ والخيرِ والصَّلاحِ العميمِ.

 

وإنَّنا سنَسيرُ معَكُم جميعًا يا أهلَ الحكمة الأعزَّاءَ ويا أيُّها الخرِّيجون المميَّزون بحَملِكُم اسمَ هذا اليُوبِيلِ، لِنَبقَى في مُوَاكبةِ لبنانَ والشَّرقِ فيما يَعتَريهِ من مصاعبَ ومتاعِب، وفيما يَعتمرُ أيضًا نفوسَ الأجيالِ فيه من أحلامٍ بمستقبلٍ زاهرٍ. فلعلَّ الشَّرق يَستَعيد أنفاسَهُ قابلاً، بعد أن اعتلَّ بأوهانٍ شبيهةٍ بتلك الَّتي أصابَت الأمبراطوريَّةَ الرُّومانيَّةَ والسَّلطنةَ العُثمانيَّةَ في الزَّمنِ الغابِرِ. إنَّهُ يَكادُ يَنهارُ اليومَ مثلما انهارَت هي قبلَهُ من داخل، ودون أن تحتلَّهُ جيوشٌ لا قريبةٌ ولا بعيدةٌ. وقد حصلَ له ما حصلَ لأنَّ مُسَلَّطين عليه أضاعُوا بوصلةَ الحقِّ الَّذي يجبُ أن يُؤمَّنَ لجميعِ النَّاسِ، وأدخلُوا أنفسَهُم في دوَّامةِ التَّفرُّدِ والاستفرادِ، والظُّلمِ والاستبدادِ وكأنَّ لا تقدُّمَ عندَ هؤلاءِ المُتَهوِّرينَ فيهِ ولا حقوقَ للإنسانِ رُسِمَت في المنظَّماتِ الدُّوليَّةِ ولا اختبارَ لعقمِ الحروبِ وعلى رأسِها الحَربان العالميَّتان الأولى والثَّانية، لِيَلعبَ الشَّرقُ بالنَّارِ من جديدٍ ويصلِي من خلالِها حربًا عالميَّةً ثالثةً يكون هو فيها، ومعهُ أهلُ الأرضِ جميعًا، أوَّلَ الخاسِرين.

 

مرسومٌ إذن لجامعتِنا ولكلِّ الجامعاتِ في بلادِنا وفي شرقِنا العزيزِ أن تَقُومَ بجهودٍ إضافيَّةٍ لإعادةِ الحكمةِ إلى العقولِ، والرُّؤيا السَّديدةِ إلى الأبصارِ والقلوبِ والمساواةِ في الحقوقِ والواجباتِ إلى كلِّ المواطنين، والحرِّيَّةِ في العبادةِ والضَّميرِ والقولِ والعملِ لجميعِ الَّذين خلقَهُم اللهُ على صُورَتِهِ وَمِثَالِهِ والَّذين وَلَدَتهُم أمَّهاتُهُم أحرارًا. كما يُرسَمُ لجامعاتِنا أن تُنقِّي الأجواءَ المُلبَّدةَ من أيِّ شحنٍ في العقولِ، وتُوفِّرَ مساحاتٍ واسعةً للحوارِ الَّذي يُقرِّبُ وَحدُهُ النَّاسَ من النَّاسِ، وتخطِّطَ لإقامةِ أوطانٍ تُؤمنُ بالشَّراكةِ الحقيقيَّةِ بين جميعِ أبنائِها ولِما فيهِ خَيرُ الجميعِ.

 

سَوفَ نَمرُّ حتمًا في مَطبَّاتٍ ظاهرةٍ وخفيَّةٍ، لكنَّنا مؤمنون دومًا بأنَّ المستقبلَ ليس للقابِعين في غَيَاهبِ الماضِي بلْ هو للهِ في خلقِهِ وفي أحكامِهِ الَّتي لا تُردُّ. فاصبرُوا أيُّها النَّاسُ وآمِنُوا بالغَلَبَةِ الَّتي لا غَلبَةَ مقبولةً سِوَاها، أيْ غلبةِ الإنسانِ على كلِّ مَن يَسلبُ منهُ إنسانيَّتَهُ. واذكرُوا «أنَّ الشَّرَّ والأشرارَ، كما يقولُ الكتابُ، هُم عابِرُونَ كالسَّهمِ الطائرِ، أمَّا البِرُّ والأبرارُ فملكوتُهم يبقَى إلى الأبدِ».

 

شكرًا لحضورِكُم، وشكرًا لإيمانِكُم بالله وثقتِكُم بالإنسانِ، كلِّ إنسانٍ، وشكرًا كبيرًا لإصغائِكُم.

 

كلمة الختام ألقاها الوزير بو صعب كلمة جاء فيها:

 

كنت معكم لإطلاق إحتفالات الحكمة اليوبيليّ في مناسبة 140 سنة على تأسيسها. الحكمة واحدة من أعرق الجامعات في لبنان فقد تخطى تاريخها المائة وأربعين سنة من العطاء وهي تتابع التوسّع والتطّور وخدمة المجتمع بكل ثقة ومسؤولية .

 

إن حفل تخرجكم محطة سنوية للفرح والفخر بما حققتموه من الإنجازات ، ومناسبة لمشاركة الأهالي والطلاب والجامعة موسم الحصاد والتطلع إلى سوق العمل لكي يتوافر للمتخرجين فرصة تضعهم على درب الإنتاج .

 

ونحن اليوم في عزّ الأزمات الخارجية والداخلية والوطنية والإجتماعية .شاركت جامعة الأنطونية إحتفال تخرج طلابها،فانقطعت الكهرباء.فقال الطلاب: دولة لا تستطيع تأمين الكهرباء لمواطنيها كيف لها أن تؤمن مستقبلاً زاهرًا لشبابها.قلت القضية لم تعد قضية الكهرباء وحدها بل أصبحت قضية نفايات منتشرة في كل المناطق اللبنانيّة.وللطلاب الذين يتخرجون اليوم من هذه الجامعة العريقة أقول،لا تنظروا إلى الوراء ولا على الخلافات التي كانت قائمة في السنوات الماضيّة،بل إنظروا إلى الحلول وإلى الشراكة الحقيقيّة في لبنان.منذ عشرين سنة وحتى اليوم لم نستطع حلّ مشكلة النفايات،وكأننا نطلب من دولتنا الصعود إلى القمر.ما من بلد في العالم ليس لديه نفايات.ولكن كل بلدان العالم إستطاعت حلّ مشكلة النفايات إلا عندنا في لبنان،ويمكن لأنه لدينا نفايات"سبسييال".الحلول لمشكلة النفايات موجودة وحلّها لا يعني أننا نكتشف البارود،لا في هذه الحكومة ولا في الحكومات التي سبقتنا.عُرضت الكثير من الأفكار.ولكن تبين أن السرقات تقف إذا وجدنا الحلّ.ومن أجل ذلك لا تُحل مشكلة النفايات في لبنان.وسرقة أموال الشعب من النفايات وقضايا أخرى،تذهب هدرًا من أمام شباب لبنان وشاباته ومن أمام قطاع التربيّة والجامعات ومن أمام خلق فرص عمل حقيقيّة.النفط والغاز الموجودان في أرضنا بحاجة إلى روح وطنيّة عاليّة لخلق آلاف فرص عمل للطلاب.ولكن وعلى ما يبد، ليس المطلوب إيجاد فرص عمل لشبابنا،بل المطلوب أن تبقى الفرص للسرقة.ومن أجل ذلك ان الآمال المعقودة عليكم كبيرة.ولكل حامل شهادة جامعيّة أقول،كنّ في أي عمل اخترته إصلاحيًا وتغييريًا من أجل الوطن.العيش معًا في لبنان محتّم علينا.يمكن أن نجدّ طلابًا في نفس الجامعة وهم من طوائف مختلفة، يختلفون بالسياسة،ولهؤلاء الطلاب أقول:لا تعتبروا من تختلفون معه في السياسة عدّوكم.بل اعتبروه صديقًا لكم وابن وطنكم والعيش معه محتّم لبناء الوطن وتعلّموا أن لا أحد باستطاعته أن يلغي أحدًا.وما تشهده الحكومة اليوم في هذه الأيام الصعبة،هي صرخة نقول فيها نريد العيش معًا وبشراكة حقيقيّة.لا نريد أن نأخذ حق أحد ولن نقبل أن يأخذ أحد حقنا.سمعتم بفضائح ويكليلكس وجاء فيها:لقد اختاروا في لبنان قائدًا للجيش هو من أضعف الضبّاط.هذا الفكر الذي نحاول تغييره.نحن نريد أن نختار الأقوياء.في قيادة الجيش نريد قائدًا يحمينا ويحمي الوطن.وللجيش بقيادته الحاليّة والماضيّة والتي ستأتي في المستقبل،له منّا تحيّة.الجيش هو الذي يحمينا ولولاه مع القوى الأمنيّة لما كنّا نحتفل مع الحكمة بتخريج دفعة جديدة من طلاباها وطالباتها.

 

وقال الوزير بو صعب متوجهًا إلى المطران مطر:أنت تعرف ماذا يحصل في الشرق وماذا حصل في العراق ومصر وماذا يحصل في سوريا.إننا لا نتحدّث عن أوهام بل عن حقائق ووقائع،ولجل ذلك أقول أن لدينا ألأمل لأنه في لبنان طلاب تتخرج من جامعة حكيمة،اسمها جامعة الحكمة،تطلق طلابًا أمثالكم إلى الحياة.نحن اليوم، في عزّ الأزمات الخارجيّة والداخليّة والوطنيّة والإجتماعيّة، نأمل المزيد من الحكمة من جانب شركائنا في الوطن لكي نتخطى هذه المرحلة المصيرية ونعبر إلى مرحلة اكثر استقرارا كما نأمل .

 

إننا نرى في الأفواج الشابة من المتخرجين طاقة لبنان الواعدة التي، نتمنى ونسعى لكي تتوافر لكل منهم فرصة العمل المناسبة داخل لبنان فلا يكون الحلم بالسفر أول الخطط وآخرها .

 

من هنا ندعو القائمين على الوطن من الشركاء الذين نتعاون معهم في قيادة المؤسسات، إلى الحرص على إبقاء الشباب في لبنان فلا تهجرهم رائحة القمامة ولا يدفعهم الفساد إلى القرف ، بل تشدّهم بعض الحكمة لدى السياسيين لكي يتحملوا ويصبروا ويعملوا بكل قواهم لتستمر المؤسسات وتعمل بكل عدالة واعتدال من أجل كل اللبنانيين من دون تفرقة .

 

إننا نحيي هذه الجامعة النابضة بالفكر والوطنية والحداثة.ومن حسن حظّ جامعة الحكمة أن يرعاها سيادة المطران مطر الذي لديه بصمات ليس في قطاع التربيّة فحسب إنما في كل شؤون الإنسان في بيروت ومهما كان لونه أو إنتماؤه وأن فيها رئيسًا مثل الأب كميل مبارك وزادت الحكمة حكمة،منذ اخيارك على راسها منذ أربع سنوات.تحيّة لك ولكل الذين سبقوك في رئاسة الجامعة التي تـأسست منذ 140 سنة، وهي اليوم العمود الفقري مثل جامعات عريقة أخرى في لبنان والتي على أساسها تُبنى الأوطان.,انا أعرف مطالبكم في وزارة التربيّة والتعليم العالي.عندما نقف في مجلس الوزراء بوجه فتحكم لكليّة جديدة،نكون نفتح مجالًا للجهل.ونحن نطالب مجلس الوزراء ألا نخاف من الجامعات الخاصة،لا بل عليه الإتكال عليها.لو كانت جامعة الحكمة جامعة رسميّة لكانت التكلفة لإدارتها عشر مرات أكثر من تكلفتها الحاليّة التي تدفعها جامعة الحكمة. .ونقدّر عاليا الجودة التي تعمل من خلالها على إعداد أجيال الشباب بحسب أرقى المعايير ، كما نقدر التعاون الذي ترتبط من خلاله مع جامعات عالمية تحقق إضافة نوعية على مناهجها وشهاداتها . لقد حقق إقرار قانون تنظيم التعليم العالي الخاص، خطوات كبيرة تتيح للوزارة اتخاذ إجراءات تمنع تفريع الجامعات بصورة عشوائية ، وتفرض غرامات مالية مرتفعة على المخالفين وإقفال الفرع المخالف . إن هذه التطورات سوف تساعد على ضبط التفلت الحاصل في هذا القطاع المهم،وتساعد المؤسسات الجادة في الحفاظ على مستواها وتدعم مساعيها نحو التطور ودخول عصر الجودة بحسب المعايير العالمية .

إنني أهنىء الطلاب المتخرجين وأبارك للجامعة وللأهالي الكرام هذا الموسم الغني بالعطاء والنجاح ، وآمل أن تكون فرص العمل متوافرة للجميع في الداخل والخارج .

كما آمل ان ينجح العديد من الطلاب في تأسيس الأعمال الجديدة الخاصة بهم ليشكلوا قوة اقتصادية إضافية للوطن .

كما أغتنم هذه المناسبة لأتقدم بالشكر والمحبة من سيادة المطران بولس مطر راعي الحكمة ، وادعوه للمزيد من الصلاة من اجل لبنان ومن اجل الشباب اللبناني الواعد ، الذي نرى فيه القوة الوحيدة للنهوض بالوطن من العثرات الكثيرة التي تعترض طريقه .

 

وفي ختام إحتفال التخرّج اليوبيلي، تسلّم المتخرجون في الإختصاصات والإجازات كافة شهاداتهم من المطران مطر والمونسنيور مبارك والوزير بو صعب وعمداء الكليات.