L'ULS

شامل روكز في جامعة الحكمة

mardi 17 mai 2016
شامل روكز في جامعة الحكمة
شامل روكز في جامعة الحكمة
شامل روكز في جامعة الحكمة
شامل روكز في جامعة الحكمة
شامل روكز في جامعة الحكمة
Partager

لبّى العميد الركن شامل روكز دعوة النادي الإجتماعي في جامعة الحكمة ليتحدّث إلى طلّاب الجامعة عن "دور الشباب في مستقبل لبنان"، بحضور رئيس الجامعة الخوري خليل شلفون وعمداء الكليات وأساتذة.

 

بعد النشيد الوطني ووثائقي عن العميد روكز وكلمتين لعرّيفة الندوة الطالبة غريس عزّام ولرئيس النادي الإجتماعي الطالب لوسيان مسلم، ألقى أمين عام الجامعة الدكتور أنطوان سعد كلمة رحبّ فيها بضيف الحكمة وتحدّث عن مناقبيته ونضاله وتضحياته ووفائه لوطنه، وقال: من جامعة الحكمة رئيسًا ومجلسًا وأساتذة وطلّابًا، إلى من جمع الحكمة والفروسيّة والإنضباط والإقدام، الضابط المميز والوطني بإمتياز، العميد الركن المغوار شامل روكز تحيّة ترحيب واحترام (...). تلبّون مشكورين دعوة طلّابنا الجامعيين لتحدّثوهم عن مستقبلهم في الوطن وعن مستقبل الوطن فيهم، فتسهمون بحضوركم ومحاضرتكم في إضافة مدماك، على البناء الثقافي الذي نعدّه لهم، وعلى الدور الوطني الذي نعدّهم إليه. وأنتم الأولى بهذه المهمة، المهمة، وقد عشتم مواطنيتكم، شرفًا وتضحيّة ووفاء كأنها النذور الرهبانيّة المؤبدّة، فشرّفتم القسم بتضحياتكم والوفاء، وكنتم بمثاليتكم مثالًا للضابط والجندي، مما أهلّكم للقيادة، قيادة الأجيال نحو الغد الأفضل. والأجيال تحبّكم، تعرفكم، تعرف صوتكم ترتاح إليه، تسير وراءه، لأنها تدرك أن من أحسن قيادة جنوده في زمن الحرب، سيكون خير من يحسن قيادة شبابه في زمن السلم (...).

 

العميد شامل روكز


وبعد شكره رئيس الجامعة وعمداء الكليان والأساتذة والطلاب الحاضرين في الندوة وكلّ من تحدّث عنه، قال العميد روكز: جئت لأتحدث إليكم ولأقول لكم أنا باق من كلّ اللبنانيين على امتداد لبنان وبيني وبينكم، عهد ووعد وكرامة وعزّة ومستقبل وطن وقوّة وطن. مستقبل الوطن وقوته يبداءان من قوّة لبنان وقوّة لبنان تبدأ مع شبابه بروهم التميزة والمتمردة، إذا كنا نريد الحريّة والسيادة والإستقلال، وطلاب الجامعات هم نخبة الشباب اللبناني الذي يُتكّل عليهم في هذه المسلمات. وأنا أعتبرجبران خليل جبران هو رمز للثورة والتمرّد وعزة النفس ومستقبل الوطن. ومن جيل إلى جيل يبقى جبران خليل جبران القدوة بالنسبة إليّ ولكل اللبنانيين(...). فهو يمثل النقيضان: كان يمثل الداء والدواء في الوقت نفسه. الإنحطاط والنهضة. الخنوع والعزّة. الزحف والشموخ. الذّل والكرامة. العار والشرف. الوصوليّة والتضحيّة ونكران الذات. الخيانة والوفاء. وأنتم كلكم تعرفون ما معنى هذه القيم ونقيضها. ونحن اليوم في لبنان في عصر الفساد والمذّلات. وكيف لنا محابة هذا الفساد من خلال الثورة الموجودة لديكم، لننتقل من مرحلة الإنحطاط والفساد والذّل إلى مرحلة الشرف والعزّة والكرامة والتضحيّة ونكران الذات. التضحية ونكران الذات مهمة في حياة الإنسان لينتقل من المرحلة التي نعيشها اليوم في لبنان إلى مرحلة بناء وطن. وقال: لا يسعنا التحدّث عن واقع جديد للشباب في المستقبل، قبل العمل على تغيير الواقع الفاسد الذي نعيشه اليوم في لبنان، في دولة أجهزتها ومؤسسّاتها مهترئة. ولا يتمّ الإصلاح إلا من خلال الثورة والتمرّد. ثوروا وتمردّوا يا طلّاب لبنان من أجل التغيير. وأنا لا أتحدّث هنا عن الثورة المسلحة، بل عن الثورة الداخليّة والتمرد الداخلي في النفس. هكذا تمرّد باستطاعتك تغيير الأوضاع الشّاذة في وطننا. وما نراه اليوم في لبنان من فساد هو أمر غير طبيعي في حياة الشعوب. ومعكم قد نحقق التغيير المطلوب ليسلم لنا الوطن.

 

وقال : نريد بناء لبنان القوي، الذي يتمتع بالقيم والثوابت والمبادىء التي تحدّثت عنها. لبنان لقوّي ، هو الحريّة والسيادة والإستقلال بكل ما في الكلمة من معنى. لبنان القوي تكمن في العدالة والنزاهة في الإنسان والمؤسسّات التي تعيش فسادًا من مجموعات الدعارة إلى شبكة الإنترنت. إنها كلّها من مؤسسّات الدولة وأجهزتها التي تعرف جيدًا مكامن الفساد لضبطه ولكشف الحقيقة. المؤسّسات الحاليّة وكأنها تحمي الفساد من خلال الطريقة التي تعالج فيها موضوع الفساد. نحن بحاجة إلى نقلة نوعيّة في مؤسساتنا. ولأنني أبن المؤسسة العسكريّة أقول أن لهذه المؤسسة ومعها المؤسسات الأمنيّة دورًا كبيرًا لحماية لبنان وأبنائها. ومن الممكن أن تكون هذه المؤسّسات على علم بمكامن الفساد. وأنا أعرف أهميّة دور الأجهزة الأمنيّة وأجهزة الرقابة في القضاء على الفساد. ولا أعرف كيف لجهاز الرقابة في الدولة أن يراقب وهو في تصرف السلطة النفيذيّة. أنظروا إلى هذه المعادلة. نحن في دولة لا يستطيع أحدُ مراقبة أحد. ممكن أن ينجح جهاز الرقابة في مراقبة السلطة التنفيذية بأقصى حدود، لكنّ هذا الجهاز هو بتصرف هذه السلطة التي عينته، وهكذا بإمكان هذا الجهاز التغاضي عن أشياء كثيرة.

 

وقال العميد روكز للطلاب: تسلحوا بالحق والحقيقة وقدرتكم على التمرّد بإمكانها خلق نقلة نوعيّة في الرقابة والمتابعة والحفاظ على الحق وحقوق الناس. من هنا أدعوكم للإنخراط في مؤسسّات الدولة. الضلم في المؤسسّات يولّد الفساد والنفور من الدولة. آمنوا بمبادىء الديمقراطيّة، خصوصًا أننا في لبنان نعيش اليوم عصر اللاديمقراطيّة من خلال التمديد الذي ينال من روح الديمقراطيّة ويدّمر مفهوم الديمقراطيّة في نفوس أجيالنا.

 

يجب أن يكون المحافظة على الديمقراطيّة من أولى أولياتكم. والتغيير يتحقق من خلال الإنتخابات. وما تشوّه الديمقراطيّة هي المذهبيّة والطا ئفيّة التي يتغطى ويحتمي بها الفاسدون. انا لا أنظر إلى أي موظف أو مسؤول ناجح بمنظار طائفي أو مذهبي. أنا، مع المسؤول الذي يرفع الظلم عن الناس حتى لو كان من غير طائفتي. وهذا هو الموظف الذي أبحث عنه. أن لست مع الطائفة التي تغطي الفاسدين والقيادات الفاسدة والنواب والوزراء والمدراء الفاسدين. الطائفيّة والمذهبيّة هما الجرح في وجه الديمقراطيّة.

 

وما يحصل اليوم في أجهزة الدولة وخصوصًا في جهاز أمن الدولة هو نخر فيه. مفهوم المذهبيّة في أجهزة الدولة هو نخر لها، خصوصًا في المؤسسّات العسكريّة، التي هي من كلّ لبنان ولكّل لبنان. وعملها هو على امتداد الوطن. علينا أن نقدّس الأمور الوطنيّة والإبتعاد عن المذهبيّة والطائفيّة. حلمنا يكمن في حماية المؤسسات العسكريّة، لحماية الناس الذين يريدون التعبير عن أرائهم بطريقة جيدة(...).

 

مستقبل لبنان لا يرتكز فقط على المبادىء العامة وعلى العناوين، بل هو فعل يومي وممارسة يوميّة أننا نفكّر بطريقة صحيحة من أجل مستقبل زاهر وآمن ومستقر لوطننا. عيشوا مواطنيكم بطريقة صحيحة ليسلم لنا لبنان من خلال التغيير الحقيقي (...).

 

التنوع الموجود في جامعة الحكمة هو ممارسة صحيحة للديمقراطيّة من خلال التعبير عن الآراء لتعيشوا التنوع السياسي أو الحزبي، الذي ربيتم عليه في جامعتكم في حياتكم (...). فليكن التنوع الذي تعيشون غنى لكم لا مشكلة. أدعو للإنخراط في النقابات فهي مساحة مهمة لممارسة حياتكم الديمقراطيّة، والنقابات هي مراكز ضغط من أجل نيل حقوقكم ومساحة كبيرة لخلق قيادات مهمة لقيادة الوطن (...). والإنتخابات البلدية والإختيارية، من الممكن أن تكون قفزة مهمة باتجاه اللامركزيّة الإداريّة الموسعة، وهذا لا يعني التقسيم أو الفيديراليّة، بل هذا المشروع هو مشسروع إنمائي على كل مساحة الوطن. ممكن أن يكون لبنان أكثر من أربعين دائرة إداريّة لممارسة اللامركزيّة الإداريّة الموسعّة والإنماء بطريقة صحيحة (...).

 

وقتال العميد روكز: الجيش والقوى الأمنيّة عمل مهم جدًا للإنطلاق في العمل الوطني. وأنا أشجع الجميع ليكون في الجيش أو مع الجيش ولدى المؤسسّات العسكريّة مجالات واسعة للعسكر أو للمدنيين. مؤسسّاتنا العسكريّة عليها أن تتطوّر وتواكب الثورة التكنولوجيّة. ليس المهم زيادة العدد، بل خلق نوعيّة مهمة في المؤسسّات العسكريّة والأمنيّة. استقدام السلاح لتحقيق هذه النقلة النوعيّة بحاجة إلى علم، والعلم هو مع طلّاب الجامعات أو الصفوف الثانويّة، ومعهم نستطيع أن نخلق النقلة النوعيّة. أشجع الطلاب للإتجاه نحو المؤسسّات العسكريّة. كعسكري أقول أن الإتكال كان دائمًا في مهماتنا العسكريّة في الجبهات على الشعب اللبناني الذي كان يحتضننا بطريقة رائعة. ما من قوة استطاعت التغلب علينا في لبنان، لأن الشعب اللبناني كان يحيط بنا وحاضننا. وما قلته اليوم عن الجيش، قلته في الولايات المتحدة، أننا استطعنا مواجهة كلّ الأعمال الإرهابيّة في لبنان، لأننا في بلد ديمقراطي والجيش هو للشعب الذي هو حاضنة الجيش. احضنوا دائمًا عناصر الجيش وضبّاطه أينما كانوا، حتى لو كنتم مظلومين، لا مكان للظلم في مؤسسّاتنا العسكريّة. كونوا دائمًا إلى جانب المؤسسّات الشرعيّة. أبقوا لبنان في قلبكم وفكركم وكونوا فخورين دائمًا به أينما وجدتم. أنا أفتخر كثيرًا بوطني وبلبنانيتي. وثقافة التنوع الموجودة لدينا في لبنان هي غنى لنا (...).

 

الخوري شلفون


وفي ختام الندوة ألقى رئيس الجامعة الخوري شلفون كلمة شكر فيها ضيف الحكمة على محاضرته القيمة ودعا الطلاب ليكونوا ثوّارًا بالثقافة والعلم والفكر لمحاربة الفساد في المجتمع الذي يدّمر الوطن، من خلال الإنخراط في النقابات والمؤسسات الأمنيّة والعسكريّة، التي هي المكان والملاذ لبناء مجتمعات صالحة ومتينة، بها يصان الوطن ويحيا.