L'ULS

إفتتاح السنة الجامعية في الحكمة وصلاة ختام اليوبيل

jeudi 12 nov. 2015
إفتتاح السنة الجامعية في الحكمة وصلاة ختام اليوبيل
إفتتاح السنة الجامعية في الحكمة وصلاة ختام اليوبيل
Partager

صلّت أسرة جامعة الحكمة على نيّة السنة الجامعيّة الجديدة وفي ختام سنتها اليوبيليّة.وفي المناسبة احتفل وليّ الحكمة رئيس أساقفة بيروت المطران بولس مطر بالذبيحة الإلهيّة،يحيط به الآباء رئيس الجامعة الخوري خليل شلفون ورئيس مدرسة الحكمة الأم الخوري جان بول-أبوغزاله ونائب رئيس الجامعة الخوري دومينيك لبكي والأب القيم فيها الخوري داني سركيس،وشارك فيها المطرانان الياس سليمان كيغام خاتشريان والرئيسان السابقان للجامعة المونسنيور جوزف مرهج والمونسنيور كميل مبارك ولفيف من الكهنة وعمداء الكليات وأفراد الهيئتين التعليميّة والإداريّة وطلّاب.

وبعد الإنجيل المقدس ألقى المطران مطر عظة أعلن فيها افتتاح السنة الجامعيّة وختام السنة اليوبيليّة،وقال:نحن في مطلع السنة الكنسيّة الجديدة ننظر إلى تجديد إيماننا أولًا وتجديد ذواتنا وعزائمنا لنسير قدمًا نحو إكتمال ملكوت الله،ولكي نكون عاملين متجدّدين،مجدّدين القوى والعزائم، لكي يكتمل ملكوت الله.واذ كنّا اليوم نعلن افتتاح السنة الجامعيّة في ختام يوبيل الحكمة وفي زمن تجديد الكنيسة،فإنما هذا يعني،أننا ولو نظرنا إلى ماضٍ تحقق،نحن ننظر ونتطلع غلى مستقبل سوف يتحقق،بإذنه تعالى.لكننا نسأل ذواتنا بكل تواضع وصدقٍ،ماذا حدث من تغيير كبير منذ 140 سنة في هذا الشرق المعذّب؟ المطران المؤسّس المثلث الرحمة يوسف الدبس أراد للحكمة أن تكون مع رفيقاتها من مدارس وجامعات،قوّة تغييريّة في المجتمع،بعد أحداث أليمة عصفت في أواسط القرن التاسع عشر في لبنان وسوريا،وكانت أحداثًا طائفيّة ومذهبيّة.أراد المطران الدبس،أن يسهم في بناء وطن جديد ومنطقة جديدة تحيا المحبّة من دون حدود بين أبنائها وتجمعهم إلى واحد بالثقة والتعاون والمساواة.هذا كان مشروع مؤسّس الحكمة مدرسة وجامعة.وبعد 140 سنة،هذا الشرق الذي فكّر فيه المطران الدبس عندما قال:أردت الحكمة لخير الأمصار الشرقيّة.هذا الشرق يتعّثر من جديد وينقسم طائفيًا ومذهبيًا ويتشلع أو يكاد في كلّ منطقة من مناطقه،ويسود فيه الخوف من الآخر والحقد الأعمى.ماذا صنعنا منذ 140 سنة إلى الآن؟

 

وقال المطران مطر: نحن مدعوون لأن نبني التاريخ الإنساني،أن يكتمل التاريخ وتتمّ المصالحة بين أبناء الله.أن يسيطر الحبّ في الدنيا وأن تكتمل إنسانية الإنسان والإنسانيّة كلّها،أن يتغير وجه الأرض وأن تصبح الأرض صورة عن السماء.بهذا المعنى ندرك قوّة التغيير عند المؤمنين، الذين ولو تعّرضوا لأي خطر ومصاعب،يعرفون أن الله يمسكهم بأيديهم ليذهبوا نحو الأمام.نريد في قداسنا اليوم أن نستقبل الزمن الآتي في الحكمة بعد 140 سنة وبعد نجاحات كبيرة حقيقيّة،نستقبل الزمن الآتي بالعزم نفسه الذي كان لدى المؤسّسين.ونصلّي في هذا القداس على نيّة الذين آمنوا بالمستقبل وآمنوا بلبنان الواحد والمتنوع،آمنوا بلبنان الحضارة،بلبنان المساواة ولبنان الشراكة ولبنان الرسالة وعملوا الكثير الكثير من أجلها.نحن اليوم نجدّد العزم على أن نسير في إثرهم وأن نعمل ما عملوا وأن نكّمل ما لم يعملوا بعد.نحن في هذا أهل رجاء.ولنا من تعاليم الكنيسة وكلّ التعاليم في الدنيا،الجامعة منفتحة على أفكار العالم بأسره،ما ينير دروبنا الآتيّة.

 

في لبنان مطلبنا كان الحريّة قبل كلّ شيء ومطلبنا كان المواطنة،أي أن نكون مواطنين.الشرق لم يصل بعدإلى هذه المواطنة الحقيقيّة،ولن يكون له خلاص إلا بها.الحبّ القمعي،حبّ القطعان لم يصنع تاريخًا.حبّ البشر الأحرار يصنع تاريخًا.حبّ المواطنين المسؤولين يصنع تاريخًا.الحكمة في الزمن الآتي تعمل وستعمل من أجل الحريّة ومن أجل كرامة الإنسان والمواطنة بالمساواة بين جميع الناس، في لبنان والشرق بأسره.. لبنانُ لا معنى له، إن كان جزيرة معزولة. لبنانُ له كلّ المعنى إن كان خميرة الشرق،لا بل خميرة الدنيا بأسرها.نحن في قلب مستقبل الشرق. من دون هذه التجربة التي اختبرناها لا مستقبل لهذه المنطقة.ثقوا بنفوسكم،أيها الأحباء في الحكمة وفي سائر الجامعات،ثقوا بوطنكم وبرسالتكم.سوف تصنعون تاريخًا جديرًا بالإنسانيّة في لبنان والشرق،ولكم الدور الكبير في صياغة مستقبل لبنان والمنطقة. قال لنا قداسة البابا فرنسيس في رسالته الأخيرة:نحن مواطنو الأرض.الأرض بيتنا،بيت واحد.دعوته كانت للتضامن وليس للإفتراق بين الناس والأديان.نحن ندعو،أيضًا،لهذا التضامن. والسنة المقبلة سوف يكرّسها قداسته للرحمة،طريقًا لصنع هذا التضامن ولصنع هذا المستقبل.الرحمة تعني،أن يرحم بعضنا بعضًا،كما رحمنا الله أولًا.أضع في خواطركم هذه الأفكار في افتتاح السنة الجامعيّة، لعلها تنير دروبنا نحو مسقبل جامعاتنا ووطننا ومنطقتنا بأسرها.كلا،أيها الإخوة،نحن لسنا متشائمين،ما دام الربّ دخل التاريخ وافتداه وجعله يسير صعدًا نحو الأسمى تحقيق الملكوت،مهما كانت الصعاب،فالصعاب تشحذ هممنا لنكمل الدرب من جديد.فليبارك الله جامعتنا ومدارسنا وكل العاملين فيها،وليبارك الله وطننا،هذا الوطن الذي عمل الدبس من أجله ومن أجل الحكمة لنكمل الطريق.